جِئتُ طَالِبًا من يسوع الإسراع والمجىء الى بيتي لشِفاء إبنتي الصغيرة التي كانت تحتضر. وبينما نحن مُتوجِّهون معًا الى البيت، وقبل الوصول بقليل، أتاني الخبر المخيف من بعض الأصحاب، إبنتك قد ماتت ولا لزوم لك بعد بأن تُتعِب المُعَلِم. هل تاخرتُ؟ هل كان المرض أقوى مِمّا كنت أظن وأقوى من أن يَشفيه أحد؟ هل كان بالامكان أن أفعل أكثر لابنتي؟ هل أضعت الوقت الثمين بالبحث والوصول الى يسوع الناصري؟ كيف لم يُدرك يسوع أنها ستموت قبل أن يُشعِل في قلبي من جديد الرجاء بشفائها! يا ليّتَه لم يَقبَل أن يأتي معي منذ البداية، يا ليّتَه لم يُظهر لي أي إهتمام أصلا، لكان الوجع حتّمًا أقل. لكن قبل أن أنهار أو أقول شيئًا، إلتفت إليَّ وقال لي “لا تخف، آمن فقط”. عندها استمرينا بالمسير، ووصلنا، ودخلنا البيت، هناك أمْسَكَ يسوع بيد إبنتي الميتة وناداها بإسمِها وقال لها قومي. في ذلك اليوم أَرجَعَ يسوع إبنتي إليَّ والى حُضن أمها. في ذلك اليوم أيضًا أدْرَكْتُ أنه يوجد من هو أقوى من الموت، أشرس عدو. ثمَّ قلت لإبنتي ولزوجتي أني الآن عرفت أنه يوم أموت ويوم أنتما تموتان أيضًا سنكون عِندها جميعًا نائمين منتظرين هذا الصوت الجميل يأمرنا بأن نقوم كما فعل هنا بالتحديد. عند الموت سأكون منتظرًا هذا الصوت، لكن في الحياة لن أنسى هذه الكلمات “لا تخف، آمن فقط”. أدركت أيضًا أنه هذا هو نفسه الذي قال لأبينا إبراهيم عندما قطع له العهد “لا تخف يا أبرام، أنا تُرسٌ لكَ”. هذا هو نفسه الذي يُهيِّىء للأرض مطرًا وللبهائم طعامًا. هو نفسه الذي يُقدِّم الطعام حتى لفِراخ الغربان التي تصرخ. حيث أنَّ جميع الطيور تُطعم فِراخها ما عدا الغربان التي هي نوع قاس من الطيور. تُطِّلُ هذه الفراخ برأسها الصغير من عُشها المنصوب في الأماكن العالية والخالية وتصرخ باكية لأن لا يوجد من يقوتها حتى مِن مَن ولدتها. فتذرف الدموع مُنزِلَةً مادة صمغيّة تستقر على مناقيرها، فيأتي الذباب ملتصقًا بها فتأكله. هذا ما ذَكَّرَ الربُّ أيّوب به عندما خاف وسأل عن عدل الله: “مَنْ يُهَيِّئُ لِلْغُرَابِ صَيْدَهُ إِذْ تَنْعَبُ فِرَاخُهُ إِلَى اللهِ وَتَتَرَدَّدُ لِعَدَمِ الْقُوتِ؟” (أيّوب 41:38). إنِّ من يهتمُّ بفراخ الغربان هذه قال لنا نحن البشر “كم أنتم أفضل من الطيور”. قبل أن يُقيم إبنتي أزال خوفي وقبل أن أستسلم لفشلي ويأسي من كل مجهوداتي قال لي “آمن فقط”. قد تنسوا قصتي وقصة إبنتي لكن أبي السماوي لا ولن ينساني. وعدُه ليَّ ولكم “أنا هو لا تخافوا”.
يايرس (رئيس المجمع اليهودي في زمن المسيح)
نجاح رُغم الإخفاق
أثناء ثورة الإصلاح في إنجلترا، أصبح رئيس الأساقفة توماس كرانمر إنجيليًّا، وراح يعمل على إصلاح الكنائس. قُبض عليه وعُذّب ثلاث