Author: Tony Skaff
-
الإيمان ليس للجميع
تتوزَّع شهادات الإيمان يمينًا وشِمالًا على كل الناس مهما كانت طبيعة إيمانهم ومهما كانت نوعيَّة سلوكهم. يكفي أن يؤمن البعض بأساسيَّات عقائديَّة مُعيَّنة، مُحَدَّدَة من قِبَل الناس، حتى يُصَنفوا مؤمنين. أيضًا، يكفي لآخرين القيام ببعض الأعمال الصالحة حتلى يتأهَّلوا لمرتبة مُتقدمة في دائرة الإيمان المسيحي المعروف. “الإيمان ليس للجميع” (2تسالونيكي 2:3). إنَّ هذا ليس دعوة…
-
دوَّامة الفراغ
الكُل يسعى باستمرار نحو الأفضل والأكثر. الإنسان لا يشبع، ولا يرضى، والعالم بإبداع مُتقَن، يُقَدِّم كل يوم للنَّاس ما يشتهونه وما يرغبون به. بالإضافة إلى هذا، يحرص هذا العالم على أن يُرفِّه عن النَّاس المُجاهدين في هذا السَّعي المتواصل، نازعًا منهم أي أمل في الفرح والسَّلام الحقيقيَّين. مخيفٌ هو ما يُحَلَّل وما يُسمَح به، وما…
-
خدمة المحبة
قُبيْلَ ساعة الصلب الرهيبة بقليل، وقَبْلَ أن يذهب يسوع ليُتَمِم أعظم عمل في التاريخ، إئتزر بمنشفة وإنحنى وغسَّل أرجل تلاميذه. لم ترضَ هاتان اليدان الطاهرتان اللَّتان قريبًا ستُدق بهما المسامير إلاَّ أن تتنازل وتغسل الأرجل التي بعد قليل ستُسرع بالهروب خوفًا من أن تلقى نفس مصير سيدها. الذي أخلى نفسه أخِذًا صورة عبد؛ ها هو…
-
أنا والكنيسة
لقد تراجَعَت في الآونة الأخيرة نسبة المؤمنين الَّذين ينتمون إلى كنيسة محليَّة ما. فمثل هؤلاء يكتفون بانتمائهم الطَّائفي أو الفكري، غير مُدركين أهمِّيَّة الالتزام بكنيسة مُحدَّدة. يُعرِّفون عن أنفسهم على أنَّهم أعضاء في كنيسة المسيح الكونيَّة، وأنَّهم مُناصرون لمعلِّمٍ ما أو تابعون لواعظ ما ذي شهرة. وهذا المنطق أو الأسلوب لا ينسجمُ مُطلقًا مع خطَّة…
-
أعظم هبة مجّانيَّة
نتيجة العصيان والسقوط أمسى الإنسان فاسدًا بطبيعته وقد تلوَّث قلبَه وفكرَه وسلوكه، وآثارُ فسادِه عبر التَّاريخ قديمة وطويلة. لم يمرّ الكثير من الأجيال حتَّى قام قايين، بِكرُ آدم وقتل أخاه الأصغر هابيل. منذ السقوط كانت كُل محاولات الإنسان الدِّينيَّة، وحتَّى الصَّادقة منها، مُلوَّثة بتلوُّث طبيعته. فأساس المُشكلة هي في داخل الإنسان، في قلبه وطبيعته السَّاقطة.…
-
التعليم البسيط
من حين إلى آخر تظهر أفكار جديدة تنتشر بسرعة بين الكنائس تدعو للقيام بتغيرات جذريِّة في العقائد والممارسات، تُحاكي العصر وتُبسِّط التعاليم المسيحيَّة وتختصرها بشدة وتجعلها ذو مطالب ضئيلة وتبتعد عن ما تصفه بالمسيحيَّة الكلاسيكيَّة المُتحَجِّرة. لأن الهدف الأول هو جذب وإقناع عدد أكبر من الناس بالإنضمام للكنيسة، أو حتى حضور إجتماعاتها ومناسباتها، تقوم هذه…
-
الحياة العاديَّة
كثيرون يشكرون الله على حياتهم العاديّة، إذ يَرَوْن أنفسهم قادرين على الحركة وإعالة نفوسهم في حين أن الربّ يسوع أعدّ لكلّ مؤمن حياة غير عاديّة خارج إطار المعتاد والمألوف.مع استسلامنا “للعادي” نخسر “غير العادي”. قد لا نحارب في سبيل موضوع ما لأنّنا ببساطة قد لا ندرك وجوده. إذا كان لنا ميراث ولا نعلم عنه شيئًا،…
-
الكنيسة والعمل الاجتماعي
الرب صالح وكثير الرحمة وقد أوصانا أن نكون رحماء كما هو رحيم ووعد ببركات خاصة لمن يفعل ذلك “طوبى للرحماء فإنهم يُرحمون” (متى5: 7). كثيرة هي الأسباب التي تدفع المؤمن لممارسة الرحمة؛ صفات الله، طبيعة المسيحي الروحيَّة الجديدة، الإيمان العامل، وحاجة الناس. لذلك يجب على المؤمنين أن يحرصوا على عدم إهمال مساعدة المساكين والفقراء، لأن…
-
المواهب المُعجِزيَّة
هل انتهى زمن العجائب والشفاء كما في عهد الكنيسة الأولى، أم انتهى زمن الإيمان الذي يأتي بالعجائب؟ يظن البعض بأن العجائب تُحي الإيمان المفقود. آخرون مُخْلصون يؤمنون بأن المواهب المُعجِزية والشفائية قد عادت وظهرت في الكنيسة بعد غياب. بلا شك الموضوع شائك وصعب، وما سنتناوله هنا باختصار وتواضع ليس إلا مبادئ مبنيَّة على التفسير التاريخي…
-
الناسون الله
لفترة طويلة كنت أظنُّ أنَّ من ينسى الله هو إنسان بعيد كل البعد عن الله وأموره، مُلحِدٌ بالممارسة أو غير مهتم بكل الموضوع عامة. ليس بالضرورة أن يكون الرفض أو العداء لله سبب عدم الإهتمام، بل ببساطة قد يكون نتيجة فُقدان الأمل من امكانية الوثوق بحقيقة وجوده وإمكانية التواصل معه. لفترة طويلة كنت أظن أن…