Category: Uncategorized
-
نجاح رُغم الإخفاق
أثناء ثورة الإصلاح في إنجلترا، أصبح رئيس الأساقفة توماس كرانمر إنجيليًّا، وراح يعمل على إصلاح الكنائس. قُبض عليه وعُذّب ثلاث سنوات عَلَّه يتراجع عن أقواله وأفعاله وإيمانه. وإذ رفض التراجع، غيّروا استراتيجيّتهم معه فعاملوه باللّطف واللّين واهتمّوا به وحاولوا إقناعه أن يتنازل حِفاظًا على مصلحته ومصلحة البلد ومصلحة الإيمان. وبعد أن قتلوا أساقفة آخرين، وقع…
-
أمراض القلب
تُصَنَّف الكثير من الأمراض، التي ليست عُضويَّة في طبيعتها، على أنها “نفسيَّة”، فتُعالج خطأً بالوسائل الطُبيَّة عبر الأدوية أو الإرشادات الإجتماعيَّة الغير كتابيَّة. هذه المشاكل بالتحديد ليست “نفسيَّة” بالمفهوم العِلمي للكلمة وإستخدامها، بل هي مشاكل روحيَّة. من الضروري علاج الأمراض النفسيَّة، المُشَخَّصَة كذلك من الإختصاصين، بالطُرق الطُبيَّة ُالعِلميَّة بعد التأكُّد من وجودها، لكن من الضروري…
-
لماذا خلقَنا الله؟
هل يحتاج الله لمن يُحبه ولمن يعبده؟ وجود الحاجة يعني وجود النقص. إذا كانت عمليَّة الخلق هي لتأمين الشركة مع الإنسان وكسر وحدة الله، هذا يعني أنَّ الله غير كامل في طبيعته وصفاته ويوجد ما يحتاج له. من المنطقي أن يكون الله مُكتفٍ بذاته ووجوده لأنَّه الله الكائن. وبالمنطق نفسه هو أيضًا لا يحتاج لمن…
-
عصا موسى
طَلَبَ الرَّب من موسى أهَمّ وأصعَب مَهَمَّة في تاريخ شعبه القديم، أن يقودهم للخروج من العبوديّة في مصر إلى أرض أبائهم. كان موسى مُتَرَدّدًا وخائفًا؛ كما أنَّهُ حاوَلَ كثيرًا أن يستعفي لكنّ الربَّ أصَرَّعلى دعوته له وقاده في هذه المهمة الصعبة. الأمر المُمَيّز والغريب حينها هو طلب الله منه أن يصطحب معه عصاه فقط. عصا…
-
الجمال الحقيقي وأقنعة الحياة
كثيرون في أيّامنا يعيشُون حياةً غير صادقة وغير حقيقيّة، ليس لأنّهم يُحبّون الكذب، أو لكونهم أشرارًا، بل لأنّهم يرغبون بأنْ يظهروا إيجابيّين ولائقين! فمن المُتوقّع إجتماعيًا أن يُجاوب من يُسأل عن حالته بأنه على ما يُرام، ولو حتى من باب التهذيب. ونحن كناس نخفي كلّ ما نشعر به، متجنّبين بذلك، عن قصد أو غير قصد،…
-
إلى من تَرفع صلاتك وإلى من تَلتَفِت؟
يُعلِّم الكتاب المُقدس بوضوح أن العبادة والسجود هي لله وحده. عندما سجد الرسول يوحنا الحبيب للملاك، قال له “انْظُرْ لاَ تَفْعَلْ! لأَنِّي عَبْدٌ مَعَكَ وَمَعَ إِخْوَتِكَ الأَنْبِيَاءِ، وَالَّذِينَ يَحْفَظُونَ أَقْوَالَ هَذَا الْكِتَابِ. اسْجُدْ لِلَّهِ” (رؤيا يوحنا 9:22). وعندما سجد كرنيليوس أمام بطرس، قال له “قُمْ أَنَا أَيْضاً إِنْسَانٌ” (أعمال الرسل 26:10). وعندما أراد الجموع في…
-
التقوى مع الجهل خسارة أكيدة
بعد أربعة قرون من محاكمة سقراط في أثينا، وقف بولس الرسول في المكان نفسه مدافعًا عن رسالته، عن دينه الجديد كما وُصِف من اليونانين، عن يسوع المسيح وقيامته. هناك في الأريوس باغوس في أثينا، المدينة التي تفتخر بعِلمِها وتديّنها، وقف رجل روماني من طرسوس، يهودي الجنس، ينادي بالإله المجهول إذ خُصِّص له مذبح في المدينة.…
-
ظهورات المسيح هذه الأيام
تكثر الإختبارات التي فيها يظهر المسيح في حلم أو رؤيا داعيًا صاحبها للثقة به وإِتَّباعه. مِمَّا لا شكَّ فيه هو أنَّ يسوع المسيح قادر أن يَظهر لمن يشاء ومتى يشاء، لكن هل هذه هي الوسيلة المُرتَّب لها من الله لكي يُوصل رسالة الإنجيل ويُعلن عن حقيقة شخصه؟ أليست البشارة هي مسؤولية الرُسل والذين أتوا بَعدَهم؟…
-
المسيحيَّة والصليب
إحتقر اليهود والأمم الصليب. فاليهود رأوا فيه لعنة الله الحالَّة على صاحبه والأمم رأوا فيه الخسارة والضعف، فكان الصليب عثرة للبعض وجهالة للبعض الآخر. تحدَّى الرسول بولس هذه المفاهيم وتلك الخَلفيات وأصَرَّ في كِرازته على إبراز يسوع المصلوب أولًا، “لأَنَّ الْيَهُودَ يَسْأَلُونَ آيَةً وَالْيُونَانِيِّينَ يَطْلُبُونَ حِكْمَةً وَلَكِنَّنَا نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوبا” (1كورونثوس22:1و23). رغم أنَّ الصليب…
-
أحرار العالم
رغم كلِّ بشاعة الحربِ وكِلفتِها، عندما تُفرَضُ لأجلِ الحريَّة تكون شريفةً. يرافِقُ الحروب الدمار والمآسي، إنَّما أيضًا تُرافِقُها البطولات والإنتصارات. الحربُ لأجلِ الحريَّةِ هو موقفٌ ثابت في مواجهة أي إستعبادٍ أو تَسلُّطٍ أو تعرُّضٍ للحريَّة التي وهَبَها اللهُ للإنسانِ بشكل عام ولأولادِهِ بشكلٍ خاص. لا تعني كلمةُ حرب بالضرورة القتل والعنف، إذ هي أولًا موقِفُ…